responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
من معلم، وقد تكفي دونه الكتب للحاذق الفهم، مع نقص في إدراكه وحظه، كما قيل:
ولا بد من شيخ يريك شخوصها ... فتعرفها بالاسم والعين أقطع
وإلا فنصفا العلم عندك حاصل ... ونصف إذا حاولته يتمنع
وقد قال تعالى: {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} (1)
الآية، وقال الغزالي في المنهاج ما معناه: إن الكتب كافية، ولكن الشيخ فاتح، والله أعلم.
وأما شيخ التربية فدليله: {واتبع سبيل من أناب إلي} [2] وكان (ص) يربي أصحابه في دينهم ودنياهم على حسب ما يراه لهم، فأباح لقوم سرد الصوم، ومنع قوما منه، وتفقد فاطمة وعليا لقيام الليل، وعائشة تعترض بين يديه اعتراض الجنازة، وأسر إلى بعض أصحابه أذكارا، وأطلق بعضها في العموم، وكان يحدث حذيفة بالحوادث لاستعداده لقبولها، ولا يسرها لغيره، إلى غير ذلك مما يطول ذكره، ولا يخفى على متأمله، وقيل في قوله تعالى: {كونوا ربانيين} [3] علماء حكماء، قال ابن عباس: والرباني الذي يربي الناس بصغار العلم قبل كباره، ذكره البخاري [4]، وغيره.

= وأما كتب أهل التصوف فهي راجعة إلى شيخ التعليم، لأن الاستفادة منها لا تصح إلا باعتقاد الناظر فيها أن مؤلفها من أهل العلم والمعرفة، وممن يصح الاقتداء به ... ، فإن كان ما يستفيده منها بينا موافقا لظاهر الشرع موافقة بينة، اكتفى بذلك، وإلا فلا بد له من مراجعة شيخ يبينه له، انظر تعليقات الشيخ عبد الفتاح أبي غدة على رسالة المسترشدين ص 40.
(1) العنكبوت 49.
[2] لقمان 15.
[3] آل عمران 79.
[4] قول ابن عباس في قوله تعالى: {كونوا ربانيين} ... الآية، انظر البخاري مع فتح الباري 1/ 171.
اسم الکتاب : عدة المريد الصادق المؤلف : زروق، شهاب الدين    الجزء : 1  صفحة : 153
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست