* يقول الأستاذ علي الطنطاوي أحسن الله عاقبته:
(قرأت مرة أن مجلة إنكليزية كبيرة سألت الأدباء عن الأمر الذي يتوقف عليه نموُّ العلوم وازدهار الآداب، وجعلت لمن يحسن الجواب جائزة قيِّمة، فكانت الجائزة لكاتبة مشهورة قالت: "إنه التشجيع! "، وقالت: "إنها في تلك السنِّ، بعد تلك الشهرة والمكانة، تدفعها كلمة التشجيع حتى تمضي إلى الإمام، وتقعد بها كلمة التثبيط عن المسير") اهـ.
* ثم ذكر الشيخ أثر التثبيط في خنق المواهب، وحرمان الأمة من عبقرية أصحابها وإبداعهم، وضرب مثالًا لذلك فقال: [إن الشيخ محمد أمين "ابن عابدين" لما نشأ، وأنس المثبطون [1] منه الميل إلى العلم، وعرفوا فيه الذكاء المتوقِّد، والعقل الراجح، خافوا منه فذهبوا يقنعون أباه -وكان أبوه امرأ تاجرًا- ليسلك به سبيل التجارة، ويتنكَّب به طريق العلم، وجعلوا يكلِّمونه، ويرسلون إليه الرسل، ويكتبون إليه الكتب، ويستعينون عليه بأصحابه وخلصائه، ولكن الله أراد بالمسلمين خيرًا، فثبت الوالد فكان من هذا الولد المبارك، ابن عابدين صاحب "الحاشية"، أوسِع كتاب في فروع الفقه الحنفي.
=المجالات، حتى بلغ عدد المعاهد حوالي 700 معهدًا تشرف عليها حوالي 300 جامعة في أمريكا، كما أسهمت المؤسسات التجارية والصناعية والعلمية في تمويل برامج الكشف عن النابغين ورعايتهم) اهـ من "رعاية النابغين" ص (173 - 174) بتصرف. [1] وهؤلاء المثبطون كانوا -كما قال الشيخ الطنطاوى-: أبناء عائلات معينة احتكرت الوظائف العلمية، فكانوا يخشون تحولها عنهم إلى غيرهم، والله أعلم بسرائر عباده.