responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 382
والأمة التي تهتم بالنابغين، تصنع بهم مستقبلها المشرق، لأنهم يصلحون أمرها، ويسهمون في ازدهارها، والأمة التي تهمل رعاية نابغيها سوف تشقى حين يتولى أمورها جهلة قاصرون يوردونها المهالك، أو مرضى نفسيون معقدون يسومونها سوء العذاب، أو سفلة أصحاب نفوس دنيئة وهمم خسيسة يبيعونها لأعدائها بثمن بخس.
ومع كون المواهب استعدادات فطرية فإنها لا تؤدي إلى النبوغ إلا إذا توفرت لأصحابها الظروف البيئية المناسبة والتربة الصالحة اللازمة لتنميتها وصقلها.
وتعد الأسرة -وبخاصة الوالدان أو من يقوم مقامهما- أهم عناصر البيئة تأثيرًا في إظهار النبوغ، وزراعة الهمة العالية في قلوب الأطفال منذ نعومة أظفارهم، وهذا ما قد يفسر لنا سر أتصال سلسلة النابغين من أبناء أسر معينة، كآل تيميةَ مثلًا- حيث اجتمعت الاستعدادات الفطرية الموروثة، والقدرات الإبداعية، مع البيئة المساعدة التي تكشف هذه المواهب مبكرًا، وتنميها، وتوجهها إلى الطريق الأمثل.
فرب أم ذكية محبة للعلم [1]، أو أب عالم مشهود بعلمه، كان سببًا فِي تيسير السبيل إلى العلم، ومجالسة العلماء، مما كان له أثر بليغ في تنمية نبوغ أبنائهم.
فهذا "الزبير بن العوام" فارس رسول الله على - صلى الله عليه وسلم - الذي عدل به عمر رضي الله عنه ألفًا من الرجال، يشب في كنف أمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأخت أسد الله حمزة، وهؤلاء

[1] انظر: "عودة الحجاب" (2/ 191 - 212).
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 382
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست