ضرورة الاستقلال عن المكسيك، وأنشأ حركة قوية أتمت الاستقلال، ثم غرس معنى وجوب الانضمام إلى الولايات المتحدة، فانضمت طواعية بالقناعات التي غرسها هيوستن، وجاء بعد سنوات قليلة إلى الرئيس الأمريكي، وسلمه مفتاح تكساس، إذ لم تطلق طلقة أمريكية ولم يصرف دولارًا، فشكره الرئيس، وخلَّدوا عمله بإطلاق اسمه على مدينة "هيوستن" التي هي الآن من أهم مدن أمريكا، وعاصمة النفط فيها) اهـ [1].
وهاك مثالًا آخر حكاه الدكتور توفيق الواعي حفظه الله، قال:
* "أرسلت الدولة اليابانية في بدء حضارتها بعوثًا دراسية إلى ألمانيا. كما بعثت الأمة العربية بعوثًا، ورجعت بعوث اليابان لتحضِّر أمتها، ورجعت بعوثُنا خاويةَ الوفاض!! فما هو السر؟ لنقرأ هذه القصة حتى نتعرف على الإجابة".
يقول الطالب الياباني "أوساهير" الذي بعثته حكومته للدراسة في ألمانيا: لو أنني اتبعت نصائح أستاذي الألماني الذى ذهبت لأدرس عليه في جامعة هامبورج لما وصلت إلى شيء، كانت حكومتي قد أرسلتني لأدرس أصول الميكانيكا العلمية، كنت أحلم بأن أتعلم، كيف أصنع محركًا صغيرًا؟ كنت أعرف أن لكل صناعة وحدة أساسية أو ما يسمى "موديل" هو أساس الصناعة كلها، فإذا عرفتَ كيف تُصنع، وضعت يدك على سر هذه الصناعة كلها، وبدلًا من أن يأخذني الأساتذة إلى معمل، أو مركز تدريب عملي، أخذوا يعطونني كتبًا لأقرأها، وقرأت
(1) "صناعة الحياة" ص (88 - 89).