إنها "الحركة" سر شيوع دعوة الإسلام المباركة في أرجاء الدنيا، ينطلق بها جنود لا يعلمهم إلا الله {وما يعلم جنود ربك إلا هو}.
ويلفتنا الأستاذ محمد أحمد الراشد -حفظه الله تعالى- إلى ميزان غريب نقيس به تلك "الحركة الحياتية- المتفجرة".
(وقد كنتُ في الأيام الخوالي ألاطِفُ إخواني فأفتش عن أحذيتهم، ليس على نظافتها، وصبغها، ورونقها، كالتفتيش العسكري، بل على استهلاكها، وتقطعها، والغبار الذي عليها، وأقْلِبها فأرى النعل، فمن كان أسفل حذائه متهرئًا تالفًا فهو الناجح، وأقول له: "شاهدك معك: حذاؤك يشهد لك أنك تعمل، وتغدو في مصالح الدعوة وتروح، وتطبق قاعدة: {وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين}، وبكثرة حركتك تلف حذاؤك، فأنت المجتاز المرضي عندي".
قال "صباح": (قد والله بعد عشرين سنة يأخذني تأنيب الضمير كلما رأيت حذائي لا غبار عليه، وأتذكر ذاك التفتيش) [1].
...
(1) "السابق" ص (112).