المدثر * قم فأنذر} فيقول:
(فواجب على الأمة أن يُبَلِّغوا ما أنزل إليه، وينذروا كما أنذر، قال الله تعالى: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين، ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم، لعلهم يحذرون} .. والجن لما سمعوا القرآن: {ولَّوا إلى قومهم منذرين} [1] اهـ.
وهذا تلميذه الِإمام المحقق ابن قيم الجوزية رحمه الله يقول: (وتبليغ سنته - صلى الله عليه وسلم - إلى الأمة أفضل من تبليغ السهام إلى نحور العدو، لأن تبليغ السهام يفعله كثير من الناس، وأما تبليغ السنن فلا يقوم به إلا ورثة الأنبياء، وخلفاؤهم في أممهم، جعلنا الله تعالى منهم بمنه وكرمه) [2] اهـ.
إن سناء الهمة في نشدان الكمال الممكن، ومنَ أراد المنزلة العليا القصوى من الجنة، فعليه أن يكون في المنزلة القصوى في هذه الحياة الدنيا، واحدة بواحدة، ولكل سلعة ثمن [3].
إذا ما علا المرء رام العلا ... ويقنع بالدون من كان دونا
وليست هذه المنزلة العليا في الدنيا إلا منزلة الدعوة إلى الله، ووراثة وظائف النبوة، التي ليس أشرف منها إلا منزلة النبوة نفسها، وهذا الإمام أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله تعالى يناديك:
(1) "مجموع الفتاوى" (16/ 327).
(2) "التفسير القيم" ص (431). [3] انظر: "المنطلق" ص (121).