فائدة في تلك المسألة، فأتيت مسكن الشيخ صاحب الدرس المذكور، فقال لي: "ما الذي كان عندكم اليوم من البحث في غيبتي عنكم؟ "، فأخبرته باختلاف القوم في اسم "البارقليط" وأن فلانًا قد أجاب بكذا، وأجاب فلان بكذا وسردت له أجوبتهم، فقال لي: "وبماذا أجبت أنت؟ "، فقلت: "بجواب القاضي فلان في تفسيره الإنجيل"، فقال لي: "ما قَصَّرْتَ، وقَرُبْتَ، وفلان أخطأ، وكاد فلان أن يقارب، ولكن الحق خلافُ هذا كله، لأن تفسير هذا الاسم الشريف لا يعلمه إلا العلماء الراسخون في العلم، وأنتم لم يحصل لكم من العلم إلاَّ القليل"، فبادرت إلى قدميه أقبلهما، وقلت له: "يا سيدي قد علمتَ أني ارتحلت إليك من بلدٍ بعيد، ولي في خدمتك عشرُ سنين"، حَصَّلْتُ عنك فيها من العلوم جملةً لا أحصيها فلعلَّ من جميل إحسانكم أن تمنوا عَلي بمعرفة هذا الاسم" .... فبكى الشيخ، وقال لي: "يا ولدي .. والله أنت لَتَعُزُّ على كثيرًا في أجل خدمتك لي، وانقطاعك إليَّ، في معرفة هذا الاسم الشريف فائدة عظيمة، لكني أخاف عليك أن يظهر ذلك عليك، فتقتلك عامة النصارى في الحين"، فقلت له: "يا سيدي والله العظيم وحق الإنجيل ومن جاء به لا أتكلم بشيء مما تُسِرُّهُ إلَيَّ إلَّا عن أمرك"، فقال لي: "يا ولدى إني سألتك في أول قدومك عَلَيَّ عن بلدك، وهل هو قريب من المسلمين؟ وهل يغزونكم أو تغزونهم لأختبر ما عندك من المنافرة للإسلام، فاعلم يا ولدى أن "البارقليط" هو اسم من أسماء نبيهم محمد [6] - صلى الله عليه وسلم - وعليه نزل الكتاب الرابع المذكور [6] من الواضح أن هذا القسيس يؤمن برسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ إنه يعرف أوصافه الموجودة في التوراة والإنجيل، وقد تحدث العلماء المسلمون عن معرفة علماء=