وقال الزرنوجي: "دخل حسن بن زياد في التفقه وهو ابن ثمانين سنة، ولم يبت على الفراش أربعين سنة".
وقال الحافظ الذهبي في ترجمة "أبي الفرج بن الجوزي" ما نصه:
"وقد قرأ بواسط هو ابن ثمانين سنة بالعشر -أي: بالقراءات القرآنية العشرة- على ابن الباقلاني، وتلا معه ولده يوسف، نقل ذلك ابن نقطة عن القاضي محمد بن أحمد بن الحسن".
والإمام ابن الجوزي هو القائل:
الله أسألُ أن يُطوِّلَ مدتي ... وأنالَ بالإنعام ما في نيتي
لي همةٌ في العلمِ ما مِن مثلِها ... وهي التي جَنَتِ النُّحولَ هي التي
كم كان لي من مجلسٍ لو شُبِّهَتْ ... حالاتُه لَتَشَّبهَتْ بالجنةِ
وذهب الإمام "القفال" [1] يطلب العلم وعمره أربعون سنة، فقال: "كيف أطلب العلم؟، ومتى أحفظ؟ ومَتى أفهم؟ ومتى أعَلِّم الناس؟ "، فرجع، فمرَّ بصاحب ساقية، يسوق على البقر، وكان رِشاء [2] هذا الحبل يقطع الصخر من كثرة ما مَرَّ، فقال: "أطلبه، ولا أتضجر من طلبه"، وأنشأ يقول:
اطلب ولا تضجر من مطلب ... فآفة الطالب أن يضجرا
أما ترى الحبل بطول المدى ... على صليب الصخر قد أثرا
واستمر يطلب العلم، وصار إمامًا من كبار الأئمة، ومن جهابذة [1] قيل له القفال؛ لأنه كان ماهرًا في عملها، وانظر "شذرات الذهب" (3/ 207). [2] الرِّشاءُ: الحبل، أو حبل الدَّلْوِ ونحوها.