* وقال الإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله-:
"أول من كتبت عنه الحديث أبو يوسف" وبقي يتلقى الحديث ببغداد من سنة (179 هـ) إلى سنة (186 هـ)، ولزم عالمًا كبيرًا من علماء الحديث والآثار ببغداد أربع سنوات، وهو هشيم بن بشير بن أبي حازم الواسطي (183 هـ)، وسمع عبد الرحمن بن مهدي، وأبا بكر بن عياش، وكان في طلبه للعلم مثال الجد والحرص والنشاط، فقد حكى عن نفسه: "كنت ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثيابي، حتى يؤذن الناس، أو حتى يصبحوا"، وقال: "لو كان عندي خمسون درهمًا لخرجت إلى جرير بن عبد الحميد).
* وقال سفيان الثوري -رحمه الله تعالى-:
(لما أردت أن أطلب العلم قلت: "يا رب إنه لا بد لي من معيشة"، ورأيتَ العلم يدرس، فقلت أفرغ نفسي لطلبه، قال: وسألت ربي الكفاية).
وعزم على طلب العلم حتى كفلت له والدته الإنفاق عليه، فقالت: "يا بني، اطلب العلم وأنا أكفيك بمغزلي"، فأخذ يتلقى العلم عن شيوخه المتعددين، وكن كل من يحمل علمًا أو خبرًا.
وكان كثير الاهتمام في طلب العلم، ذكر أبو نعيم: أنه كان إذا لقي شيخا سأله: "هل سمعت من العلم شيئا؟ "، فإن قال: "لا"؛ قال: "لا جزاك الله عن الإسلام خيرًا".
ومن مظاهر اهتمامه بالعلم، أنه كان يقول: "ينبغي للرجل أن يُكْرِهَ ولده على طلب الحديث، فإنه مسئول عنه".