قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود".
وعن عطاء بن أبي رباح قال: (قال لي ابن عباس رضي الله عنهما: ألا أريك امرأة من أهل الجنة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السوداء، أتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: إني أصرع، وإني أتكشف، فادع الله لي"، قال: "إن شئتِ صبرتِ ولك الجنة، وإن شئت دعوتُ الله - عز وجل - أن يعافيَكِ" قالت: "أصبر"، قالت: "فإني أتكشف، فادع الله أنا لا أتكشف"، فدعا لها) [1].
ومن تسابقهم في الطاعات الذى يعكس علو هممهم - رضى الله عنهم:-
ما رواه عبد الله بن عمرٍو - رضى الله عنهما -: (أن رجلاً قال: "يا رسولَ الله، إن المؤذنين يَفْضُلُوننا"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قل كما يقولون، فإذا انتهيتَ فَسَلْ تُعْطَ") [2].
ومن ذلك أيضًا:
ما رواه أبو هريرة - رضى الله عنه -: (أن فقراء المهاجرين أتَوْا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقالوا: "قد ذهب أهل الدُّثور [3] بالدرجات العُلى، والنعيم المقيم"، فقال: "وما ذاك؟ "، قالوا: "يُصَلُّون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ويتصدقون ولا نتصدق، ويعتقون ولا نعتق"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفلا أعلمكم شيئًا تُدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم، [1] أخرجه البخارى. [2] رواه أبو داود. [3] الدثور: جمع دَثْرٍ، وهو المال الكثير.