responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 121
الفَرُقُ بَينَ حُبِّ الرِّياسَةِ، وَحُبِّ الِإمَامَةِ فِي الدِّينِ
قال الله تعالى: {وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُّهُ بكلماتٍ فأتمهنَّ قال إني جاعلُك للناس إمامًا قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}.
قال بعض المفسرين: (الآية بمعزل عن إرادة السلطنة والملك، لأن الآية الكريمة تثبت أن "الِإمامة في الدين" يُحرمها الظالمون من ذريته قال: {لا ينال عهدي الظالمين}، وقد نال الإمامة الدنيوية كثير من الظالمين، فظهر أن المراد من "العهد" إنما هو الِإمامة في الدين خاصة) [1].
وكان من دعاء الخليل إبراهيم -عليه السلام- أيضًا: [{رب هب لي حكمًا} أي: حكمة، أو: حكمًا بين الناس بالحق، أو نبوة، لأن النبي ذو حكم وحكمة {وألحقني بالصالحين} أي: وفقني لأنتظم في سِلكهم، لأكون من الذين جعلتهم سببًا لصلاح العالم وكمال الخلق {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} أي: ذكرًا جميلًا بعدي، أُذكرَ به، ويُقتدى بي في الخير، كما قال تعالى: {وتركنا عليه في الآخرين * سلام على إبراهيم * كذلك نجزي المحسنين} [2].

[1] انظر: "محاسن التأويل" للقاسمي (2/ 246).
[2] قال القرطبي -رحمه الله- في "الجامع لأحكام القرآن": (روى أشهب عن مالك قال: قال الله -عز وجل-: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين} لا بأس أن يحب الرجل أن يُثنى عليه صالحًا، ويُرى في عمل الصالحين، إذا قصد به وجه الله تعالى؛ وقد قال الله تعالى: {وألقيتُ عليك محبةً منِّي}، وقال: {إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن وُدًّا} أي: حبًّا في قلوب عباده، وثناءً حسنًا،، فنبَّه تعالى بقوله: {واجعل لي لسان=
اسم الکتاب : علو الهمة المؤلف : المقدم، محمد إسماعيل    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست