responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فصول في الدعوة والإصلاح المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 194
يقاطعونها. وأول من تنبه إلى ضرر هذه الجريدة السيئة من الأدباء الأستاذ عبد الله المشنوق، مدير مدارس المقاصد الخيرية، وكان له معها موقف في العام الماضي باءت فيه هذه الجريدة بالخزي والهوان. وأول من تنبه إلى مقاطعتها من الورّاقين الأديب السيد أحمد شبلي، وكان يكتب فيها وينشرها، حتى إذا تبين له أمرها قاطعها. وانقطع جماعة من الأدباء إلى كشف خبيئها في الصحف، منهم الأستاذ محمد روحي فيصل، وكان من أصدقائها الذين تمجّدهم وتثني عليهم، فلما آثر الحق نالت منه وهجته.
* * *
أما حكاية هذه الجريدة وصاحبها بلا مبالغة ولا تزويق فهي: أن رجلاً يدعى فؤاد حبيش أحب أن يشتهر في الأدباء، ولم يُعرف له أسلوب في البلاغة ولا أثر في الأدب ولا سعة في العلم، فعمد إلى أقصر الطرق، ففاجأ الجمهور بشيء لم يكن يُنتظَر من عاقل، فألف كتاباً دعا فيه الناس -بلغة محطمة مكسرة، وأسلوب ساقط مرذول، وعامية ظاهرة- إلى التعري من الثياب، وإلى التعري من الأخلاق والدين، وإلى هتك ستر الحياء وتمزيق برقع الفضيلة، وبيّن أنه جرب ذلك بنفسه!
وألحّ في هذه الدعوة، ثم علم أنه لن يجد لكلامه سميعاً ولا لدعوته مجيباً حتى يجد الشيطان أتباعاً من الملائكة، فانصرف إلى الدعوة من وراء ستار، وأنشأ مجلة داعرة كأنها ماخور سَيّار، من نوع الصحافي التائه زاده الله تيهاً وعَمَى، موضوعها أخبار الزنا وحكايات الفحش ملطخة بالصور العارية، وسماها بألبق الأسماء

اسم الکتاب : فصول في الدعوة والإصلاح المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 194
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست