responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : ففروا إلى الله المؤلف : القلموني، أبو ذر    الجزء : 1  صفحة : 170
مبني للمفعول «همك» مصدر بمعنى المفعول وهو منصوب على أنه مفعول ثان تكفى؛ فإنه يتعدى إلى مفعولين، والمفعول الأول المرفوع بما لم يسم فاعله وهو أنت، والهم ما يقصده الإنسان من أمر الدنيا والآخرة، يعني إذا صرفت جميع أزمان دعائك في الصلاة عليَّ أُعْطِيْتَ مرام الدنيا والآخرة.
قال القاري: وللحديث روايات كثيرة. وفي رواية قال: إني أصلي من الليل بدل أكثر الصلاة عليك فعلى هذا قوله فكم أجعل لك من صلاتي أي بدل صلاتي من الليل انتهى). انتهى من «تحفة الأحوذي».
قلت: فإذا صلى المصلي عليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الليل فقد جمع بين الروايتين [مع مراعاة أن صلاة الليل تبدأ بعد صلاة العشاء] حبذا بعد النوم.
قال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ} [الإسراء: 79]: (فإذن التهجد ما كان بعد نوم، وهو المعروف في لغة العرب، وكذلك ثبتت الأحاديث عن رسول اللَّه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه كان يتهجد بعد نومه.
وقال الحسن البصري: هو ما كان بعد العشاء، ويحمل على ما كان بعد نوم) [1]. اهـ.
وبصفة عامة فالصلاة على النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مستحبة في كل وقت، في الليل والنهار، فإن كانت داخل الصلاة عوضًا عن الدعاء ولا يكون هذا إلا في السجود، وبعد التشهد الأخير خاصة عند من يرى أن دبر الصلاة قبل التسليم، فهذان من مواطن الدعاء بصفة عامة في الصلاة - فإن ذلك {نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء} [النور: 35] مع مراعاة أن الأدعية المخصوصة في الصلاة - المخصوصة كدعاء الاستخارة في صلاة الاستخارة - لا تكون في السجود، وإنما تكون في نهاية الصلاة سواء كان ذلك قبل التسليم أو بعد التسليم، أما صلاة الحاجة فليس لها دعاء مخصوص، لكن موطن الدعاء فيها قبل التسليم أو بعده أيضًا.
قال ابن القيم رحمه اللَّه تعالى: وسئل شيخنا أبو العباس ابن تيمية - رضي اللَّه عنه - عن تفسير هذا الحديث، فقال: كان لأُبي بن كعب دعاء يدعو به لنفسه، فسأل النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: «هل يجعل له منه ربعه صلاة عليه - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -؟» فقال: إن زدت فهو خير لك، فقال له: النصف؟ فقال: إن زدت فهو خير لك، إلى أن قال: أجعل لك صلاتي، أي أجعل

[1] قاله علقمة والأسود وإبراهيم النخعي وغير واحد. اهـ. وقد تقدمت الإشارة إلى ذلك. (قل).
اسم الکتاب : ففروا إلى الله المؤلف : القلموني، أبو ذر    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست