responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في سبيل الإصلاح المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 106
لا يمكن أن يعنوا بدرس لا (يرسبون) إن قصروا فيه.
وتستطيع وزارة المعارف أن تلزم الدرسين بأن يكونوا مثالاً كاملاً للاستقامة والعفة والمروءة، وأن يكونوا قدوة للطلاب صالحة، فإنا قد رأينا من ليس كذلك، رأينا من يصحب طلابه إلى دور اللهو والفسوق!.
وتستطيع وزارة المعارف أن تضع القوانين الصارمة لحماية عفاف الطلاب والطالبات من أنفسهم ومن غيرهم.
أما آباء الفتيات الذين لا يزوجوها إلا بيعاً، فهم رأس البلاء، ولكنه لا ينفع معهم الكلام.
...
أما أنتم يا إخوتي الذين يقرؤون هذا الفصل من الشباب، فإني أنصح لكم (وأنا شاب مثلكم) [1]، بأن تصرفوا ميولكم إلى جهة علوية، فإن الميل كالبخار المتصعّد من القدر قد يجد سبيله فيدير الآلة، ويسيّر القاطرة، وقد يحتبس فينفجر به القدر، وقد يسيل على الأرض هدراً، فأنا لا أحب أن تسيل ميولكم هدراً، ولا أن تضيق بها نفوسكم حتى تنفجر، بل أحب أن (تتساموا) بها فتسوقوها في طريق الفن والإبداع.
إن من يفكر في المرأة، ويزداد به الشوق إليها، ولا يجدها زوجة لأن الآباء يضنون ببناتهم حليلات ويبذلونهن للناس خليلات، يستطيع أن يصب شوقه في القطعة من الشعر أو القصة من القصص، أو أن يصور شوقه نغمة جديدة، أو صورة بارعة يشعر إذا صنعها بمثل ما يشعر به من بلغ ما كان يريد، ويجد الاطمئنان، ويمشي في طريق النبوغ.
وإن الشاب إذا دأب على المطالعة والبحث، ورغب في التفوق على رفاقه في المدرسة، أو الفوز على خصومه في الجري أو الملاكمة، أو استغرق في تجارة فشغلته، أو صناعة فملأت حياته لا يحد في نفسه بقية للشهوة، إنما تستعبد

[1] كذلك كنت عند نشر هذا المقال.
اسم الکتاب : في سبيل الإصلاح المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 106
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست