responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 316
إلى القبر فيتشاءم الناس بالفندق فيتحامونه فأفلس؟ إنه مريض أنهكته الأوجاع وأدنفته الحمى، ولقد أعجز نقاريس [1] الأطباء، وما أراه إلا ميِّتاً العشية أو غداة الغد ... فارحموني، أنقذوني منه، ليس لي به حاجة. قبحها الله ساعة أكريته فيها هذا البيت، لقد كانت ساعة ما حضرها مَلَك!
قال: أَرْبِعْ عليك أيها الرجل؛ فإنك في نعمة لو عرفت قدرها لقطّعت الليل بحمد الله عليها. إنك لا تدري أيّ خير ساقه الله إليك وأي أجر كتبه لك، فأقم نفسك في خدمته وارجُ وجه الله أطمعْ لك بالجنة.
قال: إني والله لفي بلية لو عرفت مداها لما لمتني على الجزع منها. إنك لا تعرف هذا الشيخ أي رجل هو؟ أأقول لك، إنه لم يبت عندي ليلة واحدة حتى خرج بخلقان بالية ومزق مخرقة وركوة وعصا ليسأل الناس ... ما لك تضحك من كلامي؟ أتهزأ بي يا ابن سعيد؟
قال: لا، ولكنك لا تدري ما شأن هذا الرجل.
قال: وإنّ له - بعدُ - شأناً؟
قال: وأي شأن! هذا رجل هجر جنات الأندلس ورياضها، وعيونها وأنهارها، ومكانة له فيها سامية وجاهاً له عريضاً، وفارق أهلاً فيها وصحباً، وعشيرة كبيرة، وأموالاً كثيرة، وذهب يخوض

[1] جمع نِقريس، وهو الطبيب الحاذق (مجاهد).
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 316
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست