responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 291
وكلهم مشدوه حائر لا يدري مِمّ يعجب: أمن كثرة علم الرجل مع رثاثة هيئته، أم من رثاثة هيئته مع كثرة علمه؟! ثم انتبهوا فقالوا: ويحكم، أدركوا الرجل فإن له لشأناً، وما نظنه إلا آية من آيات الله جاءت ترينا حقيقة العلم وسمو الفقر وجلال التواضع. أدركوا الرجل!
فقالوا: قد خرج.
قالوا: أوَليس فيكم من يعرفه؟
قال رجل من القوم: والله ما رأيناه إلا في السميساطية [1]، وقد نزلها منذ أيام فكان ينظف مراحيضها، ويتخذ مجلسه على الباب حتى أذنوا له بالدخول. وما رأيناه إلا عاكفاً على صلاة أو مشتغلاً بتسبيح، ولم يكلم أحداً.
قال المفتون: ويحكم! قوموا بنا إليه.
فلما دخلوا عليه قالوا له: من أنت؟
قال: رجل من الناس.
قالوا: قد سمعنا جوابك، وإنا نسألك بالله الذي لا إله إلا هو إلا ما أخبرتنا من أنت.

[1] الخانقاه السيمساطية وراء جدار الأموي الشمالي، حيال الحديقة التي فيها اليوم قبر صلاح الدين الأيوبي، وهي قديمة، كانت منزل عمر بن عبد العزيز فجعلها السيمساطي مدرسة. والمشهور اليوم أن اسمها «الشيمصاتية» (بالشين والتاء) وهو غلط. وقد مر ذكرها في هذا الكتاب في «قضية سمرقند».
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 291
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست