responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 268
ولا بما في صناديقهم من مال ولا بما يبتزّون من أموال الدولة [1]، ولكن يقيسهم بما في نفوسهم من فضائل وما في قلوبهم من إيمان وما في رؤوسهم من علم، وإذا نظر الناس من خارج فرأوا الطبل سميناً عظيماً نظر هو من داخل فرآه خالياً حقيراً.
وكانوا يخشون أن يسوء ذلك الباشا، ويودون لو رجوا الباشا، ولكن كيف يصلون إليه وهو في قصره، حوله الحجّاب والأعوان والجند بالسلاح، ومن حوله الموت ألواناً وأشكالاً يحمي حماه ويحرس أبوابه. ويتمنون لو رجوا الشيخ، ولكن الشيخ أعز من مئة ملك جبار، تحميه هيبته ويحرسه تقواه، وتحف به الملائكة واضعة له أجنحتها [2].
ولم يكونوا يخافون أن ينال الشيخ سوء، فهذا شيء تُحيله عقولهم لما استقر فيها من إجلال الشيخ وإكباره، ولا تراه أبصارهم، لأنهم يقضون عن آخرهم قبل أن تراه أبصارهم؛ ولكنهم كانوا يخشون الشيخ على الباشا ويخشون الباشا على أنفسهم.
* * *
ومضوا يقيمون معالم الزينة ويبنون أقواس النصر، ويرفعون الرايات على طريق البطل الفاتح، ويقطفون أزهى أزهار الغوطة

[1] يعني الرواتب!
[2] جاء في الأثر: إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى بما يصنع.
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست