اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي الجزء : 1 صفحة : 265
يا ناس! أتدرون مِمّ صُنعت هذه اللجم وهذه القيود؟
لقد صنعها النساء من شعورهن، لأنهن لا يملكن شيئاً غيرها يساعدن به فلسطين.
هذه والله ضفائر المخدرات التي لم تكن تبصرها عين الشمس صيانة وحفظاً، قطعنها لأن تاريخ الحب قد انتهى وابتدأ تاريخ الحرب المقدسة، الحرب في سبيل الله وفي سبيل الأرض والعرض، فإذا لم تقدروا على الخيل تقيدونها بها فخذوها فاجعلوها ذوائب لكم وضفائر ... إنها من شعور النساء، ألم يبق في نفوسكم شعور!
وألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس وصرخ: تصدعي يا قبة النسر، وميدي يا عَمَد المسجد، وانقضّي يا رجوم، لقد أضاع الرجال رجولتهم!
فصاح الناس صيحة ما سُمع مثلها، ووثبوا يطلبون الموت [1].
* * *
بلغت الحياة هذه القلوب فعاشت بحمية الإيمان وحماسة الشرف، وعاش فيها إرث الجدود، فهبت دمشق يستبق رجالها في طريق الجهاد، وتوالت الأمداد على الملك المعظم في نابلس [1] هذه الخطبة من إنشائي أنا لأن التاريخ لم ينقل إلينا نص تلك الخطبة، وقد خُدع بها ناس، حتى إن خطيب المسجد الحرام رواها في خطبة الجمعة على أنها هي خطبة سبط ابن الجوزي.
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي الجزء : 1 صفحة : 265