responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 133
هذه قالت لزوجها بعدما سألته وعرفت مقصده ودوافعه: اصنع ما تراه فأنا معك، وما كنت لأصاحبك في النعيم وأدعك في الضيق، وأنا راضية بما ترضى به.
* * *
وانقطع فجأة عيش النعيم الذي قلما ذاق مثلَه المترفون، وجاء عيش شدة وضيق قل أن عرف مثله الفقراء المدقعون!
ما انقطع لأنهما افتقرا بعد غنى، ولا لأن الدنيا أنزلت بهما مصائبها وأرزاءها، ولكن انقطع لأنهما آثرا نعيماً أبقى وأخلد؛ نعيماً لا يزول على حين يزول كل نعيم في الدنيا.
وبدأ عمر فأعتق الإماء والعبيد، وسرّح الخدم، وترك القصر، ورد ما كان له فيه إلى بيت المال، وسكن داراً صغيرة شمالي المسجد [1]. وكان في دار الحكم أقدر حاكم، وأحزم ملك، وأعدل خليفة، فإذا جاء دارَه هذه الصغيرة كان فيها كواحد من غمار الناس.
جاءت امرأة من مصر تريد أن تلقى الخليفة فهي تسأل عن قصره، فدلوها على داره، فوجدت امرأة على بساط مرقع بثياب عتيقة، ورجلاً يداه في الطين يصلح جداراً في الدار، فسألت، فدُهشت لمّا علمت أن المرأة القاعدة على البساط هي فاطمة بنت

[1] هي المدرسة السميساطية اليوم، وقد جدد بناؤها من نحو أربعين سنة.
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست