responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 105
قال: أدعوتم أهله إلى الإسلام، ثم إلى الجزية، ثم إلى القتال؟
قال: لا.
قال: إنك قد أقررت. وإن الله ما نصر هذه الأمة إلا باتباع الدين واجتناب الغدر، وإنّا والله ما خرجنا من بيوتنا إلا جهاداً في سبيل الله؛ ما خرجنا لنملك الأرض ولا لنعلو فيها بغير الحق. حكمتُ بأن يخرج المسلمون من البلد ويردوه إلى أهله، ثم يدعوهم وينابذوهم ويعلنوا الحرب عليهم [1].
ورأى الكهنة وأهل سمرقند وسمعوا، ولكنهم كذّبوا عيونهم وآذانهم، وظنوا أنهم في حلم، ولبثوا شاخصين. حتى إن أكثرهم لم يلحظ أن المحاكمة قد انتهت، وأن القاضي والأمير قد انصرفا. وجعل صاحبنا السمرقندي المسلم ينظر في وجه الكاهن الأكبر، فيحس أن نور الحق قد أشرق على قلبه الذي رققته العزلة والتأمل.

[1] كذلك، لا كما صنعت لجنة التحقيق التي اختاروا رجالها من أكابر قضاة إنكلترا وأميركا، وائتمنوها على شرف القضاء السكسوني (الذي كان الجَهَلة منا يضربون بعدله الأمثال) وبعثوها تدور البلاد، تسأل كل رائح وغاد: هل فلسطين حق لأصحابها الذين يسكنونها أم هي حق لجماعة اللصوص الذين جاؤوا يسرقون البيوت من أصحابها؟ فدارت حتى دير بها، وصعدت إلى السماء، ونزلت إلى الأرض، وبحثت ونقبت، فظهر لها أن الحق مع اللص؛ فحكمت بطرد صاحب الدار منها ليدخلها اللص ويقيم فيها!
اسم الکتاب : قصص من التاريخ المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست