اسم الکتاب : قيمة الزمن عند العلماء المؤلف : عبد الفتاح أبو غدة الجزء : 1 صفحة : 19
سبحانه: (أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر، وجاءكم النذير، فذوقوا فما للظالمين من نصير) [1].
فجعل سبحانه (التعمير) موجبا للتذكر والاستبصار، وميدانا للإيمان والاستذكار، وأقام (العمر) الذي هو الزمن بحياة الإنسان: حُجْة على الإنسان، كما أقام وجود الرسالة والنذارة حجة عليه أيضاً.
قال الحافظ ابن كثير [2] في تفسير هذه الآية الكريمة: ((أي: أو ما عشتم في الدنيا أعمارا لو كنتم ممن ينتفع بالحق لانتفعتم به في مدة عمركم! قال قتادة: اعلموا أن طول العمر حجة، فنعوذ بالله أن نعير بطول العمر.
إعذار الله لمن بلغه من العمر ستين سنة
وروى البخاري في ((صحيحه)) [3]، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أعذر الله عز وجل إلى امرىء أخر عمره حتى بلَّغَه ستين سنة))، وروى الإمام أحمد في ((مسنده)) [4]، عن أبي هريرة أيضاً: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من عَمَّره الله تعالى ستين سنة، فقد أعذر إليه في العمر)). أي أزال عذره ولم يبق له موضعا للاعتذار، إذ أمهله طول المدة المديدة في العمر. [1] من سورة فاطر، الآية 37. [2] في ((تفسيره)) 5: 589 - 590. [3] 238:11، في كتاب الرقاق، (باب من بلغ ستين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر). [4] 417:2.
اسم الکتاب : قيمة الزمن عند العلماء المؤلف : عبد الفتاح أبو غدة الجزء : 1 صفحة : 19