responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 36
إن هذه المسألة ـ رغم أهميتها الكبرىـ تحتاج الى كبير بسط وطويل طرح وإشهاب ليس هذا محله .. ولن يكفي لشرحها مجرد التعرض لها في سطور قليلة فلتراجع في مواضعها.

وإن كنا ننوه إليها في كلمات قليلة، فنقول .. إن مجرد تعلق قلبك بولدك .. أو بمالك من أي نوع كان .. بدابتك (سيارتك) .. أو بمركز اجتماعي معين ..

أن يتعلق قلبك بشخص تحبه وتعظمه وتطيعه بأكثر مما تطيع الله .. وفي معصية الله .. أو أن تقدم أوامره مخالفة لأمر الله [هذا ـ لعمر الله ـ معنى أن يتعلق به قلبك] ..

الحجاب السابع: حجاب أهل الفضلات والتوسع في المباحث:
أنا أريدك أن تتدبر السطور التالية بقلبك حتى تفههم مرادي ولتعلم أني بك مشفق وعليك حريص فتدبر ما أقول .. ولا تظن أني بهذا أحرم حلالا .. حاشا لله .. ولكن حقا وصدقا قد يكون حجاب أحدنا بينه وبين الله بطنه .. إن الأكل حلال .. والشرب حلال .. ولكن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما ملأ آدمي وعاء شرّا من بطنه" [1] فإن المعدة إذا امتلأت .. نامت الفكرة .. وقعدت الجوارح عن الخدمة ..
وإن الحجاب الذي قد يكون بين العبد وبين الله ملابسه .. فقد يعشق المظاهر .. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" تعس عبد الدينار وعبد الدرهم وعبد الخميصة" [2] تقول له: قصّر ثوبك قليلا .. حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" ما أسفل الكعبين من الإزار ففي النار" [3] يقول أنا أخجل من لبس القميص القصير .. ولماذا أصنع ذلك؟ هل تراني لا أجد قوت يومي .. ؟! إن الصحابة كانوا فقراء .. فبدلا من أن يكون قميص أحدهم طويلا .. فيقصر أحدهم ثوبه مقدار عشرة سنتيمترات ويتصدق .. من أجل أن يحصل الثاني على ثوب .. كذب ورب الكعبة .. من يدرس السيرة ويعرف حالة المجتمع .. يتفطن الى أنهم لم يكونوا على تلك الحال لا يجدون القوت .. بالعكس .. لو أرادوا أن يأكلوا الذهب لأكلوه .. لكنهم كانوا يريدون الله والدار الآخرة ..

[1] أخرجه الترمذي (3380) كتاب الزهد.
[2] أخرجه البخاري (2887) كتاب الجهاد والسير.
[3] أخرجه البخاي (5787) كتاب اللباس.
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 36
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست