اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 31
كذلك حين تعصي ثم تقول لله: وماذا في ذلك .. ؟! ما هي المشكلة ..
فترى المدخن يقول: أنا أفضل حالا ممن يتعاطى هيروين .. ومن يدريك .. ربما لو أنك استطعت لكنت تعاطيت .. أحق أم لا .. ؟! أو ربما أنك ما تركت الهيروين لله .. وإنما خوفا على صحتك .. خوفا من أن تدمن ثم لا تجد مالا تشتري به المخدر .. ربما لغلو سعر المخدر .. وربما لكيلا يتندر الناس أنك لا تحتمله .. أو خوفا من الفضيحة لنفسك أو لأهلك .. أليس ذلك كله ممكنا .. وإنما عليك أن تفهم .. أنك لو كنت صادقا في ترك الهيروين ابتغاء مرضاة الله .. لكان من الأولى تركك التدخين .. وأن تصدق مع الله الذي يعلم السر وأخفى .. فإنه إن علم منك صدقا أنجاك .. وإن علم منك غير ذلك ابتلاك بما تفخر بأنك تركته من أجله ..
ثالثا: السرور بالذنب:
إنك ترى المرء يذنب ويسعد بالذنب .. لا يتقطع قلبه .. ولا تذهب نفسه حسرات أن خلّى الله بينه وبين الذنب .. بل تراه يفاخر بسوء صنيعه .. يفاخر بمبارزته لله بالمعاصي ..
والله إن هذا السرور بالذنب لأكبر من الذنب .. فبم تسر .. أتسر بأنك قد شهرت بأخيك وفضحته وتتبعت عورته .. أتسر بانتصارك لنفسك من اخيك .. ؟! أتسر بان شفيت نفسه بقتاله .. ؟! ألم تسمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" سباب المسلم فسوق وقتاله كفر" .. (1)
(1) أخرجه البخاري (48) باب خوف المؤمن من أن يحبط عمله، ومسلم (4) كتاب الايمان.
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 31