اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 23
خامسا ـ الفرار من العذاب والوحشة والحجاب:
نادانا ربنا فقال: {ففروا الى الله} [الذاريات: 50] .. إننا بالتوبة نفر الى الله نفر من الهوى .. نفر من المعاصي .. نفر من الذنوب .. نفر من الشيطان .. نفر من النفس الأمارة بالسوء .. نفر من الدنيا .. نفر من الشهوات .. نفر من المال .. نفر من الجاه .. ونفرّ من كل هذا الى الملك .. الملك الذي بيده مفاتيح خزائن كل هذا فإن رأى الخير أن يعطيك كل ما تشتهي .. أعطاك .. وإن رأى الخير لك منعك كما يمنع الطبيب المريض شرب الماء وهو عليه هين .. "" إن الله يحمي عبده المؤمن من الدنيا وهو يحبه كما يحمي أحدكم سقيمه الماء وهو يحبه".
إننا بحاجة الى ان نقف على الحجب العشرة بين العاصي وبين الله .. فإن بين العاصي وبين الله عشرة حجب بعضها أكثف من بعض .. كل حجاب أغلظ من الذي يليه .. ولا سبيل للعبد للوصول الى الله إلا بتخطي تلك الحجب العشرة ..
تأمل ـ حبيبي في الله ـ تأمل حين يكون بينك وبين الله عشرة من الحجب .. إنني عندما أفكر في هذا، أتذكر رجلا كان قد سجن يوما فأذن له بزيارة أهله .. فكان يراهم من وراء سلك .. من ورائه حديد .. من ورائه سلك .. ثم أهله .. فتساءلت ما الذي يمكن أن تراه من بعد ذلك .. ؟ ثم كيف يتكلم .. ؟ فإذا تكلم فماذا يقول .. ؟ وكيف يسمعون .. ؟!!
اللهم رحمتك نرجو فأدركنا بها .. إنك إذا تفكرت في حال ذلك الرجل رثيت له .. فكيف بك إذا كان بينك وبين الله عشرة من الحجب .. ؟!! لو أنها جدر من طين ما سمعت وما رأيت .. فقلت .. هذا والله هو السر في جفاء أهل عصرنا مع الله .. وقوع تلك الحجب بين الناس وبين الله ..
اللهم أزل الحجب بيننا وبينك حتى نعرفك فنحبك .. نعم حجب عشرة كل منها أشد كثافة مما يليه وهي:
اسم الکتاب : كيف أتوب المؤلف : محمد حسين يعقوب الجزء : 1 صفحة : 23