responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع الناس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 91
الوظيفة والموظّفون (1)
نشرت سنة 1935

اعلَمْ -أعزّك الله- أن الوظيفة ليست غُلاًّ في العنق، ولا قيداً في الرجل، وليست مقايَضَة أو مُبادَلة آخُذُ فيها الوظيفة [2] باليمين لأعطي الضمير بالشمال، ولو أنها كانت كذلك لعزفتُ عنها واجتويتها ونفضت يدي منها، ولآثرت أن أبيع خزانة كتبي كَرّة أخرى أو أقضي وأسرتي جوعاً على أن آكل خبزي مغموساً بدم الضمير، وعلى أن أكفر بالفضيلة وأومن بالمصلحة، فأزن كلّ شيء في الدنيا بميزانٍ صنجاتُه [3] الدنانير وأبصر كلّ ما في الكون من ثقب القرش [4]، وأفكر -إذ أفكر- بعقلي الذي في كيس نقودي لا بعقلي الذي في رأسي، فأختزل المنطق كله في

(1) لهذه المقالة قصة تجدونها في «ذكريات علي الطنطاوي»، في الحلقتين الثالثة والثمانين والخامسة والثمانين (في الجزء الثالث) (مجاهد).
[2] الوظيفة هي الراتب، والتوظيف تعيين الوظيفة، وإذا نحن أطلقنا الوظيفة على العمل نفسه فإنما نتبع في ذلك العرف السائد.
[3] جمع صَنجة، وهي (بالسين والصاد: سَنْجة وصَنْجة): ما يوزَن به كالأوقية والرطل (مجاهد).
[4] كان قرشنا يومئذ مثقوباً من وسطه.
اسم الکتاب : مع الناس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 91
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست