responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام المؤلف : ابن المِبْرَد    الجزء : 1  صفحة : 128
قال مجاهدٌ وغيرُه: نزلت في الصوَّام.
صام بعضُ التابعين؛ حتى اسودَّ من طول صيامه، وصام الأسودُ بن يزيدَ؛ حتى أفسد جسمَه، واصفرَّ، فكان إذا عوتب برفقه بجسده، يقول: كرامةَ هذا الجسدِ أُريدُ.
وصام بعضهم؛ حتى وجد طعم دماغِه في حلقه.
كان بعضُهم يَسْرُدُ الصومَ، فمرضَ، فقالوا له: أفطر، فقال: ليس هذا وقتَ ترك [الصيام].
وقيل لآخر منهم، وهو مريض: أفطر، قَالَ: كيف أفطر وأنا سائرٌ لا أدري ما يُفعل بي.
مات عامرُ بن عبد الله بن الزبير، وهو صائمٌ ما أفطرَ. ودخلوا على أبي بكرِ بن أبي مريمَ، وهو في النَّزْع، وهو صائم، فعرضوا عليه ماءً ليفطرَ، فقال: أَغرَبتِ الشمس؟، قَالَوا: لا، فأبى أن يفطر، ثم أتوه بماء، وقد اشتدَّ نزعه، فأومأَ إليهم: أغربت الشمس؟ قالوا: نعم، فقطَروا في فيه قطرة من ماء، ثم مات - رحمه الله -.
واحتُضر إبراهيمُ بن هانئ صاحبُ الإمامِ أحمدَ الموت، وهو صائم، فطلب ماء، وسأل: أغرَبتِ الشمس؟ فقالوا: لا، وقالوا: قد رخص لك في الفرض، وأنت متطوِّعٌ، قال: أمهل، ثم قَالَ: {لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ} [الصافات: 61]، ثم خرجت نفسه، وما أفطر.
الدنيا كلُّها شهر، صيامُ المتقين، وعِيدُ فطرهم يومَ لقاءِ ربهم.
ومعظمُ نهارِ الصائمِ قد ذهب، وعيدُ اللقاء قد اقترب.

اسم الکتاب : معارف الإنعام وفضل الشهور والأيام المؤلف : ابن المِبْرَد    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست