responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 85
الكافرين, فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منور قلبه من أولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم والله عز وجل لا يُسأل عما يفعل لعلمه وحكمته وقدرته ومشيئته النافذة وحكمه الذي لا يُرد ولا يُمانع ولا يُغالب ولأن العلم علمان: علم في الخلق موجود، وعلم في الخلق مفقود فإنكار العلم الموجود كفر، وادعاء العلم المفقود كفر ولا يثبت الإيمان إلا بقبول العلم الموجود، وترك طلب العلم المفقود.
ونؤمن باللوح والقلم وبجميع ما فيه قد رُقم.
فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائنٌ، ليجعلوه غير كائن –لم يقدروا عليه ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه، ليجعلوه كائناً لم يقدروا عليه جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة، وما أخطأ العبد لم يكن ليصيبه، وما أصابه لم يكن ليخطئه وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه.
فقدر ذلك تقديراً محكماً مبرماً ليس فيه ناقض، ولا معقب، ولا مزيل، ولا مغير، ولا ناقص ولا زائد من خلقه في سماواته وأرضه وذلك من عقد الإيمان، وأصول المعرفة والاعتراف بتوحيد الله تعالى وربوبيته، كما قال تعالى في كتابه: (وخلق كل شيء فقدره تقديراً)، وقال تعالى: (وكان أمر الله قدراً مقدوراً).
فويل لمن صار لله تعالى في القدر خصيماً وأحضر للنظر فيه قلباً سقيماً لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سراً كتيماً وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً, والعرش والكرسي حق, وهو مستغن عن العرش وما دونه, محيط بكل شيء وفوقه , وقد أعجز عن الإحاطة خلقه.
ونقول: إن الله اتخذ إبراهيم خليلاً، وكلم الله موسى تكليماً، إيماناً وتصديقاً وتسليماً, ونؤمن بالملائكة والنبيين.
والكتب المنزلة على المرسلين ونشهد أنهم كانوا على الحق المبين, ونسمي أهل قبلتنا مسلمين مؤمنين, ما داموا بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم معترفين، وله بكل ما قاله وأخبر مصدقين.
ولا نخوض في الله، ولا نماري في دين الله , ولا نجادل في القرآن، ونشهد أنه كلام رب العالمين نزل به الروح الأمين، فعلمه سيد المرسلين محمداً صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو كلام الله تعالى لا يساويه شيء من كلام المخلوقين ولا نقول بخلقه، ولا نخالف جماعة المسلمين ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بكل ذنب، ما لم يستحله ولا نقول: لا يضر مع الإيمان ذنب لمن عمله.
ونرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته، ولا نأمن عليهم، ولا نشهد لهم بالجنة ونستغفر لمسيئهم، ونخاف عليهم، ولا نقنطهم والأمن والإياس ينقلان عن ملة الإسلام وسبيل الحق بينهما لأهل القبلة والإيمان: قولٌ باللسان وعملٌ بالأركان وعقدٌ بالجنان يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان.
وجميع ما صح عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من الشرع والبيان كله حق والإيمان درجات، والتفاضل بين أهله بالخشية والتقى، ومخالفة الهوى، وملازمة الأولى.
والمؤمنون كلهم أولياء الرحمن، وأكرمهم عند الله أطوعهم وأتبعهم للقرآن.

اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست