responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 23
يبلغونه عن الله-عز وجل-من الأحكام, وهذا لا نزاع فيه بين أهل العلم, وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أن الأنبياء معصومون من المعاصي الكبائر دون الصغائر, وقد تقع الصغيرة منهم لكن الله عز وجل لا يُقرهم عليها بل يُنبههم عليها فيتركونها, أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ منهم ثم ينبهون على ذلك. فهؤلاء الأنبياء عليهم السلام فما بالك بما هو دونهم وقد قال نبينا - صلى الله عليه وسلم - (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقومٍ يُذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم) وليعلم المسلم أن تكفير السيئات الوارد في قوله تعالى (إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا) مشروط باجتناب الكبائر هذا من حيث الوعد ولكن قد يغفر الله لمن يشاء مما هو دون الشرك , ويدخل في اجتناب الكبائر فعل الفرائض التي يكون تاركها مرتكباً كبيرة كالصلوات الخمس والجمعة وصوم رمضان, واللمم المعفو عنه هو ما يعمله الإنسان المرة بعد المرة ولا يتعمق فيه ولا يُقيم عليه, فيُقال ألممت , ويُقال ما فعلته إلا إلماماً أي الحين بعد الحين , واللمم هي صغائر الذنوب, كما ذكرنا , والفقيه كل الفقه هو الذي لا يؤيَس الناس من رحمة الله ولا يُجرئهم على معصية الله ولهذا يؤمر العبد بالتوبة كلما أذنب , والله رحيم أمر عباده بما يُصلحهم ونهاهم عما يُفسدهم ثم إذا وقعوا في أسباب الهلاك لم يؤيسهم من رحمته بل جعل لهم أسباباً يتوصلون بها إلى رفع الضر عنهم والله يحب العبد المُفتَن التوَاب , وما دام العبد يُذنب ثم يتوب فقد غفر الله له , والله عفو غفور تواب يقبل التوب ويغفر الذنب ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ويبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار فضلاً منه وإحساناً فاستغفر ربك في كل حين إنه كان غفاراً والله يعدك مغفرة منه وفضلاً وهو واسع المغفرة وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وهو الغفور الودود , واعلم أنك ما دعوت الله ورجوته إلا غفر لك على ما كان فيك ولا يبالي ولو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرته غفر لك ولا يبالي ولو أتيته بقراب الأرض خطايا ثم لقيته لا تشرك به شيئاً لأتاك بقرابها مغفرة , والله غفور رحيم , وينبغي حسن الظن بالله والوثوق برحمته وعدم القنوط من عفوه فإن الله عند حسن ظن عبده فليظن عبده به ما شاء , ومن أصلح ما بقي من عمره يُغفر له ما مضى , والتائب من الذنب كمن لا ذنب له , وأخيراً أوصيك بتقوى الله فيما بقي من عمرك فإنه من يتق الله يجعل له مخرجاً ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويُعظم له أجراً ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب , فاتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة

اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 23
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست