responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 105
النوعين في الجملة، ولكن فرق غير نافع لكم في التفريق بين النوعين، وإن أحدهما يستلزم التجسيم والتركيب والآخر لا يستلزمه. اهـ.
وقال الدكتور/ خالد كبير علال، في أطروحته للدكتوراة (الأزمة العقيدية بين الأشاعرة وأهل الحديث): للأشاعرة في تبنيهم للتأويل ودفاعهم عنه مبررات يتذرّعون بها، فيقولون: إن في الشرع نصوصا تُوهم النقص في صفات الله تعالى، كالاستواء والنزول والمجيء والوجه واليدين والعينين، فإثباتها على ظاهرها يُؤدي إلى التشبيه في اعتقادهم، ونظرتهم هذه ناقصة وخطأ، لا تعتمد على أساس شرعي ولا عقلي؛ لأن الله تعالى ليس كمثله شيء ولم يكن له كفؤا أحد، وهو موصوف بصفات الجلال والعظمة والإكرام، والصفات التي اعترض عليها الأشاعرة، الله هو الذي وصف بها نفسه، فهي إذن صفات كمال، وليست صفات نقص، ويجب علينا أن ننظر إليها بما يليق به تعالى ويجب له من كمال وعظمة وجلال، وفي إطار نصوص التنزيه .. فنحن إذا نظرنا لتلك الصفات في إطارها الشرعي الكامل وأرجعنا المتشابه – إن وُجد - إلى المحكم زال الإشكال المُتوّهم نهائيا بلا تأويل ولا تعطيل. اهـ.
وهكذا ترد النصوص الشرعية بدعوى مناقضتها للأدلة العقلية، وكأن أهل العلم في عصر النبوة وصدر هذه الأمة لم يكن عندهم من الفهم للنصوص الشرعية ما يفطنون به إلى مناقضة العقل وهكذا يدخل العبد في سلسلة من الانحرافات بسبب هذا الخلط وسوء الفهم عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومثال ذلك ما قاله الإيجي في (المواقف) حيث أصل لضرورة تقديم العقل على النقل وقال: لو وجد ذلك المعارض (العقلي) لقدم على الدليل النقلي قطعا بأن يؤول الدليل النقلي عن معناه إلى معنى آخر. مثاله قوله تعالى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى. {طه:5} فإنه يدل على الجلوس، وقد عارضه الدليل العقلي الدال على استحالة الجلوس في حقه تعالى، فيؤول الاستواء بالاستيلاء أو يجعل الجلوس على العرش كناية عن الملك. اهـ.
ومن ذلك قول الرازي في (تأسيس التقديس) والذي نقله شيخ الإسلام للرد عليه في (بيان تلبيس الجهمية): أن القائلين بكونه جسما مؤلفا من الأجزاء والأبعاض لا يمنعون من جواز الحركة عليه، فإنهم يصفونه بالذهاب والمجيء، فتارة يقولون: إنه جالس على العرش وقدماه على الكرسي!! وهذا هو السكون، وتارة يقولون إنه ينزل إلى السماء الدنيا، وهذا هو الحركة. اهـ.

اسم الکتاب : معالم الطريق إلى الله المؤلف : البدراني، أبو فيصل    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست