responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 500
ومِمَّا احتجّوا به أمره -صلى الله عليه وسلم- للخاطب أن ينظر إلى مخطوبته، وهذا الاستدلال أوهى من استدلالهم بالآيات السابقة فهذا المأمور به هنا لم يقصد به التفكر والاعتبار، وإنَّما يقصد التعرف على من يريد الزواج منها، كي يعلم مدى رضاه عنها ورغبته فيها، وهذا شيء آخر غير الذي زعموه، لأن هذا ليس من المحرمات.
والشبهة الثانية: نقول كاذبة نسبوها إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وإلى أئمة الهدى وهم منها براء.
كالحديث الموضوع الذي احتجّوا به في هذا "النظر إلى الوجه المليح عبادة" [1] والحديث الآخر "اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" [2].
ونقلوا عن أئمة الهدى أمثال الشافعي ومالك وسفيان بن عيينة وغيرهم نقولا زعموا فيها أنهم أقروا مثل هذا، وهي نقول مكذوبة ملفقة لا تصح عنهم [3].
وقد بلغ الأمر ببعض هؤلاء أن يغلفوا الأفعال المحرمة بغلاف الصلاح والعبادة، فيزعمون أنَّ حبهم للأمرد والمرأة الأجنبية لله تعالى، لا للفاحشة، ويزعمون أن التعاون على الفاحشة تعاون على الخير والبر فيسعى هؤلاء المفتونون في أن يجلب أحدهم المعشوق لعاشقه، ويعدّ ذلك في حسناته، لأنَّه فرّج كرب العشق عن المعشوق و"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة" [4] [5]!!

[1] قال ابن القيم في هذا الحديث (روضة المحبين ص 123): سئل شيخنا عن هذا الحديث فأجاب: "هذا كذب باطل، ومن روى ذلك عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو ما يشبهه فقد كذب عليه -صلى الله عليه وسلم-، فإن هذا لم يروه أحد من أهل الحديث لا بإسناد صحيح ولا ضعيف"، بل هو من الموضوعات، وهو مخالف لإجماع المسلمين، فإنه لم يقل أحد أن النظر إلى المرأة الأجنبية والصبي الأمرد عبادة، ومن زعم ذلك فإنّه يستتاب فإن تاب وإلا قتل.
[2] أطال الحافظ السخاوي في ذكر مخرجي الحديث وذكر ألفاظه وطرقه، وقال: وطرقه كلها ضعيفة، وبعضها أشد في ذلك من بعض (المقاصد الحسنة ص 80).
[3] ذكر ابن القيم هذه النقول وبين ضعف إسنادهم وعدم صحة نسبتها إلى الأئمة في كتابه روضة المحبين ص 112 - 136.
[4] رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة وأخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر بلفظ (ومن فرَّج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة) (جامع العلوم والحكم ص 318).
[5] وهؤلاء الذين يدعون هذه الدعاوى قسمان: قسم من أصحاب الجهل، أوقعم جهلهم في مثل هذا الضلال. وقسم آخر عالم بالتحريم ولكنه منافق مخادع يريد الفاحشة، ولكنه يسترها بستار الدين والصلاح.
اسم الکتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 500
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست