responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 28
ونقل عن "الحافظ أبي الحسن علي بن فضل المقدسي [1] أنه جعل النيَّة في أربعينه والِإرادة والقصد بمعنى" [2].

2 - تعريف النية بأنَّها الإرادة:
عرف بعض السابقين النيّة بالِإرادة، وهذا غير صحيح لأنَّ الإرادة أعمّ من النيّة من ناحيتين:
الأولى: من ناحية معناها، فالإِرادة تشمل النية وغيرها، وقد عدَّ القرافي أقسام الِإرادة فكانت ثمانية، والنيَّة واحدة منها، فالإرادة إذا اطلقت تشمل النية وغيرها، فتعريف النية بالإرادة على ذلك تعريف غير مانع.
الثانية: أن النية لا تتعلق إلاَّ بفعل الناوي، والِإرادة تتعلق بفعله وفعل غيره، كما نريد معونة الله تعالى وإحسانه، وليست فعلنا [3].
ويوجد فرق ثالث بينهما -أشرت إليه فيما مضى- إذ النيَّة تتعلق بالمقدور عليه والمعجوز عنه، ولا تتعلق الِإرادة إلاَّ بالمقدور عليه، وهذا يجعل النية أعمّ من الإرادة من هذه الحيثية.
وإذا كانت الِإرادة أعمّ من النيَّة فإنَّه يجوز تعريف النيَّة بها إذا قيدت بما يخصصها بها دون غيرها، وهذا ما قاله ابن عابدين: "النيّة: العزم، والعزم هو الِإرادة الجازمة القاطعة، والإرادة صفة توجب تخصيص المفعول بوقت وحال دون غيرهما، أي ترجح أحد المستويين، وتخصصه بوقت وحال، أي كيفية وحالة

[1] هو علي بن الفضل بن نصر الحافظ الجوال أبو الحسن البلخي، قال الخطيب: ثقه حافظ، صاحب غرائب، توفي في بغداد سنة (323 هـ).
راجع: (تاريخ بغداد 12/ 47)، (تذكرة الحفاظ 3/ 87)، (طبقات الحفاظ ص 356).
[2] العيني على البخاري (1/ 23).
[3] القرافي، نقله عنه السيوطي في منتهى الآمال (13/ ب، 14/أ).
اسم الکتاب : مقاصد المكلفين فيما يتعبد به لرب العالمين المؤلف : سليمان الأشقر، عمر    الجزء : 1  صفحة : 28
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست