responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حديث النفس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 270
في شارع رامي في دمشق، وفي سوق السراي في بغداد، وفي العشار في البصرة، وعلى السور في بيروت، وعند باب السلام في مكة، وعند الجسر في الدير، وفي شارع الملوك في حيفا ... وفي كل بلد عشت فيه أو مررت به! وكم قرأت مسوّداتها وراء مكتب رئيس التحرير في الإدارة وأمام الآلات في المطبعة! كانت الأيام عندي السبت والأحد ويوم «الرسالة»، وكانت تتبدل عليّ المشاهد ويتغير الرفاق، ولكن الرسالة هي رفيقي الدائم، أذكر كل عدد منها وكل مقالة نشرت فيها وكل مناقشة فيها وكل بحث، ولقد قالت زوجتي أول ما قدمت عليّ: إنني لا ضرة لي، ولكن هذه الرسالة ضرتي!
ثم رأت (وهي من أعقل النساء وأفضلهن) أنها ضرة لا تضر ولا تؤذي.
* * *
كم وضعت فيها من قلبي ومن فكري، ومن مشاهد حياتي ومن ذكرياتي، ومن آلامي ومن آمالي، من سنة 1933 إلى اليوم!
ألف عدد، وستعيش الرسالة -إن شاء الله- حتى تبلغ الألف العاشر [1] وحتى تكون من أعلاق المكتبة العربية وكنوزها ... وقد

[1] لم تعِش «الرسالة» بعد نشر هذه المقالة إلا قليلاً، ولم تلبث أن توقف صدورها في السنة التالية (مجاهد).
اسم الکتاب : من حديث النفس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 270
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست