responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : من حديث النفس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 139
الشفاء
نشرت سنة 1936

كان مصاباً بالسل، ولكنه سل غريب قاتل؛ لم يكن في الرئة ولا في الأمعاء، بل كان في النفس، في الفكر، فكان يعطل شعوره وتفكيره ويخنق حياته ويهد كيانه ... كان مصاباً بـ «داء الحب».
خمدت جذوة قريحته، وتعطلت ملكاته كلها، وضاع ذكاؤه وبادت فطنته، وضاق كل شيء في نظره فأصبح يراه مقتضباً مختصراً: المسرات كلها اختُصرت في لقاء مَن يحب، والآلام في فراقه، والواجبات كلها في إرضائه، والمحرمات كلها في إغضابه، واختصر كتاب حياته وطمس اسمه وعنوانه، فكان حاشية صغيرة على هامش حياة التي يحبها، واختصرت الدنيا الطويلة العريضة المليئة بالفضائل والأمجاد، الفياضة بالجمال والحقيقة والخير، فكانت كلها هذه المرأة!
وأقهَمَ عن الطعام واجتواه [1]، وأصبح خالفاً لا يشتهيه

[1] اجتوى الطعام: كرهه، وأقهم عنه: لم يشتهه لعلة أو مرض (مجاهد).
اسم الکتاب : من حديث النفس المؤلف : الطنطاوي، علي    الجزء : 1  صفحة : 139
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست