responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 37
وما وجدوا من حلاوة حبه في قلوبهم، ولاسيما إذا خطر على بال أحدهم ذكر تكليمه وكشْف ستورِ الحُجُب عنه في المقام الأمين والسرور الدائم، وأراهم جلاله وأسمعهم لذيذ كلامه، وَرَدّ عليهم جواب ما ناجَوْه به أيام حياتهم إذْ قلوبهم به مشغوفة، وإذْ مودّتهم إليه معطوفة، وإذْ هم له مؤثرون، وإليه منقطعون.
فليبشر المصفّون له وُدّهُمْ بالمنظر العجيب بالحبيب، فواللهِ ما أراه يحلّ لعاقل ولا يجمل به أن يسْتَوْعبه حب أحد سوى حب الله عز وجل) انتهى [1].
قال أبو تراب النخشبي:
لا تُخدعَنّ!، فللمُحِبِّ دَلاَئلُ ... ولَديْه مِنْ تُحفِ الحبيبِ وسائلُ
منها تنعّمُهُ بِمُرّ بَلاَئِهِ ... وسرُوره في كُلِّ مَا هُوَ فاعِلُ
فالمنعُ منه عَطِيَّة مَقبُولةٌ ... والفقرُ إكرامٌ وبِرٌّ عاجلُ
وَمِن الدلائلِ أن يُرى مِنْ عَزْمِهِ ... طَوْع الحبيبِ وإنْ ألَحَّ العاذِلُ
وَمِن الدلائلِ أن يُرى متبسِّماً ... والقلبُ فيهِ مَنَ الحبيبِ بَلاَبلُ
وَمِن الدلائلِ أن يُرى مُتفهِّماً ... لِكلام من يُحظى لديْه السَّائلُ
وَمِن الدلائل أن يُرى متقشِّفاً ... متحفِّظاً في كُلِّ مَا هُوَ قائِلُ [2] 2)

[1] أخرجه الأصبهاني في كتابه (العظمة) 1/ 261.
[2] استنشاق نسيم الأنس من نفحات رياض القدس، ص (41).
اسم الکتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين المؤلف : عبد الكريم الحميد    الجزء : 1  صفحة : 37
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست