اسم الکتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 32
يسحبون، وفي النار كالحطب يسجَرون {لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ} [1] فبئس اللِّحَاف وبئس الفِرَاش، إنِ استغاثوا من شِدة العطش {يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ} [2] فإذا شربوا قطّع أمعاءهم في أجوافهم وصهر ما في بطونهم، شرابهم الحميم وطعامهم الزقوم {كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ? وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ} [3].
فإذا قام بقلب العبد هذا الشاهد انخلع من الذنوب والمعاصي واتباع الشهوات ولَبِسَ ثياب الخوف والحذر، وأخصب قلبه من مطر أجفانه وهانَ عليه كل مصيبة تصيبه في غير دينه وقلبه.
وعلى حسب قوة هذا الشاهد يكون بعده من المعاصي والمخالفات، فيذيب هذا الشاهد من قلبه الفضلات والمواد المهلكة وينضجها ثم يخرجها، فيجد القلب لذّة العافية وسرورها.
الشاهد الرابع: فيقوم به بعد ذلك شاهد من الجنة وما أعَدّ الله لأهلها فيها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، فضلاً عما [1] سورة الأعراف، من الآية: 41. [2] سورة الكهف، من الآية: 29. [3] سورة فاطر، الآية: 36 – 37.
اسم الکتاب : منازل الحور العين في قلوب العارفين برب العالمين المؤلف : عبد الكريم الحميد الجزء : 1 صفحة : 32