responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 254
وقال ابنُ عباسٍ -رضي الله عنهما-: قدم على عُمَر رجلٌ فجعل عمرُ يسألُه عن الناسِ، فقال: يا أميرَ المؤمنين، قد قَرَأ القرآنَ منهم كذا وكذا، فقلتُ: واللهِ ما أحبُّ أن يسارعوا يومَهم هذا في القرآنِ هذه المسارعةَ.
قال: فزبرني عُمر، ثم قال: مه!
فانطلقتُ إلى منزلي مكتئبًا حزينًا، فقلتُ: قد كنتُ نزلتُ من هذا بمنزلةٍ، ولا أراني إلا قد سقطتُ من نفسِه، فاضطجعتُ على فراشي حتى عادني نسوةُ أهلي وما بي وَجَع، فبينا أنا على ذلك قيل لي: أَجِبْ أميرَ المؤمنين. فخرجتُ، فإذا هو قائم على البابِ ينتظرُني، فأخذ بيدي، ثم خلا بي، فقال: ما الذي كرهتَ مما قال الرجلُ آنفًا؟!
قلتُ: يا أميرَ المؤمنينَ، إن كنتُ أسأتُ فإني أستغفرُ اللهَ، وأتوبُ إليه، وأنزلُ حيثُ أحببت.
قال: لتخبرنِّي. قلت: متى ما يُسارعوا هذه المسارعةَ يَحْتَقَّوا [1]، ومتى ما يَحْتَقُّوا يَخْتَصِموا، ومتى ما يختصموا يختلفوا، ومتى ما يختلفوا يقتتلوا.
قال: للهِ أبوك، لقد كنتُ أكتمُها النَاسَ حتى جئتَ بها" [2].

[1] يحتقون: أي يختصمون فيقول كل واحد منهم: الحق بيدي. انظر "لسان العرب" مادة: (ح. ق. ق).
[2] رواه عبدالرزاق في "المصنف" (11/ 217، ح 20368)، من طريق يزيد بن الأصم عن ابن عباس، والفسوي في التاريخ (1/ 516 - 517)، والذهبي في السير (3/ 349) وقال محققه:- رجاله ثقات.
اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 254
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست