responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 173
التزكية لماذا؟
إذا أردنا أن نشرب ماءً صالحاً فلا بد من تطهير الإناء وجلي الوعاء، ووعاء العلم وإناؤه القلب. . ... قال تعالى: " بل هو آيات بينات في صدور الذين أُتوا العلم " [العنكبوت/49] ... وقال تعالى: " أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبداً رابياً ومما يوقدون عليه في النار ابتغاء حلية أو متاع زبدٌ مثله كذلك يضرب الله الحق والباطل فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض كذلك يضرب الله الأمثال " ... [الرعد / 17]
قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ " فهذا هو المثل المائي، شبه الوحي الذي أنزله لحياة القلوب بالماء الذي أنزله من السماء، وشبه القلوب الحاملة له بالأودية الحاملة للسيل، فقلب كبير يسع علمًا عظيمًا، كواد كبير يسع ماء كثيرًا، وقلب صغير كواد صغير يسع علمًا قليلاً، فحملت القلوب من هذا العلم بقدرها، كما سالت الأودية بقدرها، ولما كانت الأودية ومجاري السيول فيها الغثاء ونحوه مما يمر عليه السيل، فيحتمله السيل، فيطفو على وجه الماء زبدًا عاليًا يمر عليه متراكبًا، ولكن تحته الماء الفرات الذي به حياة الأرض، فيقذف الوادي ذلك الغثاء إلى جنبتيه، حتى لا يبقى منه شيء، ويبقى الماء الذي تحت الغثاء، يسقي الله تعالى به الأرض فيحيى به البلاد والعباد والشجر والدواب، والغثاء يذهب جفاء، يجفى ويطرح على شفير الوادي.

اسم الکتاب : منطلقات طالب العلم المؤلف : محمد حسين يعقوب    الجزء : 1  صفحة : 173
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست