اسم الکتاب : مواعظ الصحابة لعمر المقبل المؤلف : عمر المقبل الجزء : 1 صفحة : 149
علمي ومعرفتي، فتكثر ثمار غرسي، فأشكر يوم حصادي؟!
أفيسرُّني أنني متُّ منذ عشرين سنةً؟! لا والله؛ لأنِّي ما كنت أعرف الله تعالى عشر معرفتي به اليوم! وكلُّ ذلك ثمرة الحياة التي فيها اجتنيت أدلة الوحدانيَّة، وارتقيت عن حضيض التقليد إلى يفاع البصيرة، واطَّلعت على علومٍ زاد بها قدري، وتجوهرت بها نفسي، ثم زاد غرسي لآخرتي ... ففي الصحيح: (لا يزيد المؤمن عمره إلَّا خيرًا) [1] ... فيا ليتني قدرت على عمر نوحٍ؛ فإنَّ العلم كثيرٌ! وكلَّما حصل منه حاصلٌ، رفع ونفع» [2].
وقال رحمة الله في موضعٍ آخر؛ مبينًا متى يذمُّ طلب طول العمر: «ومن الاغترار طول الأمل، وما من آفةٍ أعظم منه؛ فإنَّه لولا طول الأمل ما وقع إهمالٌ أصلًا، وإنما تُقدَّم المعاصي وتُؤخَّر التوبة لطول الأمل، وتُبادر الشهوات وتُنسى الإنابة لطول الأمل» [3].
* * *
• ومن مواعظه التي وعظ بها مسلمة بن مخلدٍ - وهو أمير مصر يومئذٍ - ([4]):
«أمَّا بعد، فإنَّ العبد إذا عمل بطاعة الله، أحبَّه الله، فإذا أحبَّه الله، حبَّبه إلى خلقه، وإنَّ العبد إذا عمل بمعصية الله، أبغضه الله، فإذا أبغضه الله، بغَّضه إلى خلقه». [1] مسلم ح (2682). [2] صيد الخاطر (124)، فانظر يا طالب العلم هذه الهمَّة، وهل نفسك تحدِّثك كما حدَّثت ابن الجوزيِّ نفسه بهذا؟! [3] صيد الخاطر (1/ 206). [4] مصنَّف ابن أبي شيبة (7/ 113).
اسم الکتاب : مواعظ الصحابة لعمر المقبل المؤلف : عمر المقبل الجزء : 1 صفحة : 149