responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 51
كيف تعرف عيوب نفسك؟
اعلم -رعاك الله أيها الودود- أن الله عز وجل إذا أراد بعبد خيرًا بَصَّرَهُ، بعيوبِ نفسِه، فمن كانت بصيرته نافذة لم تخف عليه عيوبُه، فإذا عرف العيوب أمكنه العلاج، ولكنَّ أكثر الخلق جاهلون بعيوب أنفسهم، يرى أحدهم القَذَى في عينِ أخيه ولا يرى الجذع في عين نفسه؛ كما جاء في الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يُبصِرُ أحدُكُم القَذاةَ في عينِ أخيهِ، وينسى الجِذْعَ في عينه مُعتَرِضًا" [1].
قال ابن حزم:
"العاقل: هو من ميَّز عيوبَ نفسه فغالَبَها، وسعى في قمعِها، والأحمقُ: هو الذي يَجهل عيوبَ نفسه، إمَّا لقلةِ عِلمه وتَمييزه، وضعفِ فِكرته، وإمَّا لأنَّه يُقَدِّرُ أن عيوبه خِصالٌ، وهذا أشدُّ عيبِ في الأرض" [2].

فمن أراد أن يعرف عيوبَ نفسه فله، في ذلك أربعُ طُرق:

الأول: أن يجلس بين يدي شيخٍ بصيرٍ بعيوبِ النفس، وعلى منهج السلف، يُعرِّفُهُ عيوبَ نفسه وطرقَ علاجها، وهذا قد عَزَّ في هذا الزمان وُجُودُه، فمن ظفر به، فقد وقع على الطبيب الحاذق، فلا ينبغي أن يفارقه، فمجالسته دواء، والأخذ بنصحه عافية.

[1] صحيح. أخرجه ابن حبان (5731 - الإحسان)، وأبو نعيم في "الحلية" (4/ 99)، وصححه الألباني في "الصحيحة" (33).
(2) "الأخلاق والسير" (155) لابن حزم.
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 51
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست