responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 49
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رجلَا قال للنبى - صلى الله عليه وسلم -: أوصِني. قال:" لا تَغضَب". فرددَ مرارًا قال: "لا تَغضَب" [1].
وهذا الغضب هو المذموم، فقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تغضب" أي عود نفسك الصبر، وكظم الغيظ، فإذا جاء ما يثير حفيظتك ويثير أعصابك، فلا بد من أن تهدأ وتتصبر، وكما قال: "الحلم بالتحلم" [2].
والشاهد من كل هذا أن الطريق الثاني لتحصيل الأخلاق هو المكتسب بفعلنا وأخلاقنا الكريمة والمعروف (بالتطبع) الكسبي المعروف.
قال الشاعر منقر بن فروة:
ومَا المَرءُ إلا حيثُ يجعلُ نَفسَهُ ... ففى صَالحِ الأخلاقِ نَفسَكَ فَاجعَلِ
وقال أبو تمام:
فلم أَجدِ الأَخلاقَ إلا تَخَلْقًا ... ولم أَجِدِ الإفضَالَ إلا تَفَضُّلا
قال الماوردي رحمه اللهُ: "اتباعُ الدِّين، والرجوع إلى الله عز وجل في نَدْبه وآدابه، فيقهَر نفسَه على مذموم خُلُقها، وينقلها عن لئيم طبعها، وإن كان نقلُ الطباع عَسِرًا، لكنْ بالرياضة والتدرج يسهل منها ما استصعَب وُيحَبّب منها ما أَتعب، وإن تقدم قولُ القائل: مَن رَبُّه خَلَقَه كيف يُخَلّي خُلقه! غير أنه إذا عانى تهذيبَ نفسه، تظاهر بالتخلُّق دون الخلُق، ثم بالعاده يصير كالخلُق" [3].

[1] أخرجه أحمد (2/ 466)، والبخاري (6116 - فتح)، والترمذي (2020).
[2] سبق تخريجه.
(3) "أدب الدنيا والدين" (428).
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست