اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 401
وقال ابن حزم: "إذا نَصَحْتَ ففي الخلاء بكلامٍ لَيِّن" [1].
والنفوس تأنف وتتأذى من نشر أخبارها ومشكلاتها، والصاحب البصير يفرق بين النصيحة والتعيير، ويتحرَّى الحِكْمَةَ في نصحه حتى لا تتعقد المسائل، ولا تزيد المشاكل.
قال هارون بن عبد الله الحمال:
"جاءني أحمد بن حنبل بالليل فدق الباب عليّ، فقلت: من هذا. فقال: أنا أحمد، فبادرت أن خرجت إليه، فمساني ومسيته، قلت: حاجة يا أبا عبد الله؟ قال: شَغَلت اليوم قلبي. قلت: بماذا يا أبا عبد الله؟ قال: جزت عليك اليوم وأنت قاعد تحدث الناس في الفيء، والناس في الشمس بأيديهم الأقلام والدفاتر، لا تفعل مرة أخرى، إذا قعدت فاقعد مع الناس" [2].
وخلاصة القول:
إن أردت نصح الغير فارفق به وانصحه سرًّا.
وقد قلت في ذلك:
حفظ السرائر حقٌّ لا يفوته ... إلاَّ اللئيم بسر الغير صدَّاحُ
حبُّ الفضائحِ مسلكهم وشيمتهم ... والصاحبُ النذل مذياعٌ وفَضَّاحُ
فكن نصوحًا بقولٍ إن رغبت به ... إياك نصحٌ أمام الناس جراحُ
(1) "الأخلاق والسير" (127).
(2) "تاريخ بغداد" (14/ 22) للخطب.
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 401