اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 396
وتجافَ عن تعنيفهِ ... إن زاغَ يومًا أو قَسَطْ
وَاقنَ الوفَاءَ ولو أَخلَّ ... بما اشترطتَ وما اشترط
واعلم بأنَّكَ إن طلبتَ ... مُهذَّبًا رُمتَ الشَّطط
من ذا الذي ما ساءَ قط ... ومن لهُ الحُسنى فَقَط
وقال غيره:
سامحْ صديقكَ إن زَلت به قَدمٌ ... فليس يَسلمُ إنسانٌ مِنَ الزّللِ
قال الماوردي رحمه الله-:
"فأمَّا العفو عن الهفوات: فلأنه لا مُبرأ من سَهو وزَلل، ولا سليم من نقص أو خَلَل، ومَن رام سليمًا من هفوة، والتمس بريئًا من نبوة، فقد تعدى على الدَّهر بشطَطه, وخادع نفسه بغلطه, وكان من وجود بغيته بعيدًا, وصار باقتراحه فردًا وحيدًا, وقد قالت الحكماء: لا صديق لمن أراد صديقًا لا عيب فيه" (1)
قال الشاعر:
ومن لم يغمضْ عينَهُ عن صديقه ... وعن بعضِ مافيه يَمُت وهو عاتبُ
ومن يَتَتَبَّع جاهدًا كلَّ عثرةٍ ... يجدها ولم يسلم له الدهرَ صاحبُ
وقال آخر:
إذا كنتَ في كل الأمور معاتبًا ... صديقك لم تلق الذي لا تعاتبُه
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها ... كفى المرء نبلًا أن تعد معايبُه
قال النابغة:
ولَستَ بِمُستَبقٍ أخًا لا تلُمُّهُ ... عَلَى شَعَثٍ أيُّ الرِّجالِ المُهَذَّبُ؟
(1) "أدب الدنيا والدين" (531).
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 396