اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 380
آداب الصحبة
للصحبة آداب كثيرة اجتهد في جمعها كثير من العلماء والأدباء، وأوردها بعضهم في رسائل مفردة، وبعضهم نثرها في كتبه لما لها من الأهمية.
قال الماوردي -رحمه الله-:
"فإذا صفت عنده أخلاق من سَبَره، وتمهدت لديه أحوالُ من خَبَره، وأقدم على اصطفائه أخًا، وعلى اتخاذه خِدنًا [1]، لزمَته حينئذ حقوقُه، ووجبَت عليه حُرُماته" [2].
عن سفيان بن عيينة: قال علقمةُ بن لَبِيد العُطَارِدِيّ لابنه:
يا بنيّ، إن نَزَعَتكَ إلى صُحبةِ الرجال حاجةٌ، فاصحب من إن صحبته زانك، وإن خَدَمتَه صانك، وإن عَرَكت به مانك.
وإن قُلتَ صدَّق قولك، وإن صُلتَ سدَّد صولك، يزاولُ عنك من رام ونالك.
وإن مددتَ يدكَ بفضلٍ مَدّها، وإن بدرت منك ثُلمةٌ سدَّها، وإن رأى منك حسنةً عدَّها.
من إن سألتَه أعطاك، وإن سكتَّ عنه ابتداك.
من إن نَزَلت بك إحدى الملِمَّات آساك. من لا تأتيك منه البوائق، ولا تَختلفُ عليكَ منه الطرائق، ولا يخذُلُكَ عند الحقائق. [1] الخدن هو الصديق والصاحب الحميم.
(2) "أدب الدنيا والدين" (284).
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 380