اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 363
قلت: وهذا الذي أشار إليه ابن حزم بأنه فرض هو معرفة الأرحام عن طريق النسب؛ حتى يتمكن المرء من صلتهم وفق الشرع، وليس من أجل العصبيات أو القبلية.
قال الناظم:
لَعَمرُكَ ما الإنسانُ إلا بدينه ... فلا تتركِ التقوى اتكالًا على النسب
لقد رفعَ الإسلام سلمان فارسٍ ... وقد وضع الشرك النسيب أبا لهب
فالتعرف على الأنساب من أجل صلة الرحم ودعوة الأرحام لدين الله، والإعانة هو المقصود، وليس من أجل العصبية والحمية الخارجة عن الإسلام، فلا ولاية للقرابة الكافرة، ولا قيمة لرحم معادية لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم -؛ قال تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ [1] إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (3)} [الممتحنة[1]: 3].
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ، لم يُسرِع بهِ نَسَبُه" [1]. [1] أخرجه مسلم (2699). في كتاب الذكر والدعاء، باب: فضل الاجتماع على تلاوة القرآن.
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 363