responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 308
محمد بن صالح العثيمين، وجدها كلها جود بعلمهم من الصباح حتى المنام، وفي استقبال المستفتين، ووفود العلم.
وسافرت يوما مع رفيق الدرب الشيخ داود العسعوسي إلى شيخنا العلامة الألباني وعندي أسئلة على أصابع اليد، وكان جواب شيخنا الألباني فيها من بعد صلاة المغرب إلى أن دخل وقت العشاء ثم قال لي: قم أذن للصلاة!.
قال العلامه ابن قيم الجوزية: "ومن الجود بالعلم: أن السائل إذا سألك عن مسألة: استقصيت له جوابها جوابًا شافيًا، لا يكون جوابك له بقدر ما تدفع به الضرورة، كما كان بعضهم يكتب في جواب الفتيا "نعم" أو "لا" مقتصرًا عليها.
ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيميه -قدس الله روحه- في ذلك أمرأ عجبًا: كان إذا سئل عن مسألة حكمية، ذكر جوابها مذاهب الأئمة الأربعة، إذا قدر، ومأخذ الخلاف، وترجيح القول الراجح، وذكر متعلقات المسألة التي ربما تكون أنفع للسائل من مسألته، فيكون فرحه بتلك المتعلقات واللوازم: أعظم من فرحه بمسألته، وهذه فتاويه -رحمه الله- بين الناس، فمن أحب الوقوف عليها رأى ذلك.
فمن جود الإنسان بالعلم: أنه لا يقتصر على مسألة السائل، بل يذكر له نظائرها ومتعلقاتها ومأخذها، بحيث يشفيه ويكفيه.
وقد سأل الصحابة -رضي الله عنهم- النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المتوضئ بماء البحر؟ فقال: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" فأجابهم عن سؤالهم، وجاد عليهم بما لعلهم في بعض الأحيان إليه أحوج مما سألوه عنه.

اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 308
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست