responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 159
بإصلاحِ ما فسدَ من أمرهِ، حافظًا للسانهِ، مُميزًا لكلامهِ.
إن تكلم تكلم بعلمِ، إذا رأى الكلامَ صوابًا، وإذا سكتَ سكتَ بعلمِ، إذا كانَ السكوتُ صوابًا، قليلَ الخوضِ فيما لا يعنيه، يخافُ من لسانهِ أشدَّ ممَّا يخافُ من عدوه، يحبسُ لسانهُ كحبسهِ لعدوه، ليأمنَ من شرِّهِ وسوءِ عاقبتهِ، قليلَ الضحك فيما يضحك فيه الناسُ، لسوءِ عاقبةِ الضَّحك، إن سُرَّ بشيءٍ ممَّا يُوافقُ الحقَّ تبسَّمَ، يكرهُ المزاحَ خوفًا من اللعبِ، فإن مزحَ قال حقاً، باسطَ الوجهِ، طيِّبَ الكلامِ.
لا يمدحُ نفسهُ بما فيه، فكيفَ بما ليس فيه، يحذرُ من نفسه أن تغلِبَهُ على ما تهوى مما يُسخطُ مولاهُ، لا يغتابُ أحدًا، ولا يحقر أحدًا، ولا يسبُّ أحداً، ولا يشمتُ بمصيبةِ، ولا يبغي على أحدِ، ولا يحسدهُ، ولا يُسيء الظَّنَّ بأحدٍ إلا بمن يستحقُ، يحسدُ بعلمِ، ويظنُ بعلمٍ، ويتكلمُ بما في الإنسانِ من عيبٍ بعلمِ، ويسكتُ عن حقيقة ما فيه بعلمِ، قد جعلَ القرآن والسُّنةَ والفقهَ دليلهُ إلى كل خُلُقٍ حسنِ جميلِ، حافظاً لجميعِ جوارحهِ عمَّا نُهي عنهُ، إنْ مشى مَشى بعلمِ، وإن قعدَ قعدَ بعلمِ، يجتهدُ ليسلمَ الناسُ من لسانهِ ويدهِ. ولا يجهلُ؛ فإن جُهِلَ عليه حَلُمَ، ولا يظلمُ، فإن ظُلمَ عَفَا، ولا يبغي، وإن بُغي عليه صبرَ، يكظمُ غيظهُ ليُرضيَ ربَّهُ، وغبطَ عدُوّهُ، متواضعٌ في نفسهِ، إذا قيل لهُ الحقُّ قَبِلَهُ، من صغيرٍ أو كبيرٍ.
يطلبُ الرِّفعةَ من الله -عز وجل- لا من المخلوقين، ماقتاً للكبر، خائفًا على نفسهِ منهُ، لا يتأكلُ بالقرآن، ولا يُحب أن تُقضى له به الحوائجُ، ولا يسعى به إلى أبناءِ الملوكِ، ولا يُجالسُ بهِ الأغنياءَ ليكرموهُ.

اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد    الجزء : 1  صفحة : 159
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست