اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 101
فكان لها قائدًا" [1].
وقال الحسن البصري رحمه الله: "لا تلقى المؤمن إلا يعاتب نفسه: ماذا أردت بكلمتي؟ ماذا أردت بأكلتي؟ ماذا أردت بشربتي؟ والعاجز يمضي قدمًا لا يعاتب نفسه" [2].
فلوم النفس وتأنيبها هذه هي حكمة القلب، وما يسمى بتأنيب الضمير، وهذا ينبغي إحياؤه، فعلى الإنسان إذا وقع بعمل سوء أن يشعر بإحساس داخلي أنه قد أساء، وأنه قد أخطأ ويلوم نفسه هذا اللوم القلبي يدفعه إلى كراهيه هذا الخلق السيء، فهو دائم المحاسبة قبل العمل وبعده فهو بين محاسبتين.
قال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "حَاسِبُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنفُسَكُم قَبلَ أَن تُوزَنُوا" [3].
وقال ابن أبي مُلَيكَةَ: "أدركتُ ثَلاثِينَ مِن أصحابِ النبي - صلى الله عليه وسلم - كلُّهم يخافُ النِّفاقَ على نَفسِهِ" [4].
فمحاسبة النفس أمر ضروري، وهذا اللوم والندم جزء من التوبة، بل [1] أخرجه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (38)، وينظر "إغاثة اللهفان" (1/ 157). [2] أخرجه ابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (34). [3] سنده جيد. أخرجه أحمد في الزهد (631)، وابن أبي الدنيا في "محاسبة النفس" (2)، وأبو نعيم في "الحلية" (1/ 52). [4] أخرجه البخاري في الإيمان (109/ 1 - الفتح) تعليقًا بصيغة الجزم، وساق سنده في "التاريخ الكبير" (137/ 5) ترجمة رقم (412)، ووصله الحافظ ابن حجر في "تغليق التعليق" (52/ 2).
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق المؤلف : الخراز، خالد الجزء : 1 صفحة : 101