اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 61
كن معه يغنيك من خزائنه
فالله يؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء، ويعز من يشاء ويذل من يشاء، بيده الخير وهو على كل شيء قدير، إن شاء الله أغنى الفقير، وأفقر الغني، وقوي الضعيف وأضعف القوي، ونصر المظلوم وأخذ الظالم، وشفي المريض ويسر على المعسر، وأعز الذليل وأذل العزيز لا ينازعه أحد في سلطانه.
لا تيأس وإن توالت عليك الخطوب
فيا أيها المظلوم والمغلوب، ويأيها الملهوف والمكروب، ويأيها المجروح والمنكوب، لا تيأس وإن توالت عليك الخطوب، وسدت في وجهك الدروب، فإن علام الغيوب، وغفار الذنوب، وستار العيوب، ومقلب القلوب سيفرج عنك الكروب، ويحقق لك المطلوب، كما كشف الضر عن أيوب، ورد يوسف إلى يعقوب {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88)} [الأنبياء: 87 - 88].
الأرزاق الظاهرة كالأقوات والطعام، يقول تعالى: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [النحل: 18] نبهكم الله إلى كثرة نعمه عليكم وإحسانه، ولو طالبكم بشكر جميع نعمه لعجزتم عن القيام بذلك، ولو أمركم به لضعفتم وتركتم، ولو عذبكم لعذبكم وهو غير ظالم، ولكنه غفور رحيم يغفر الكثير ويجازي على اليسير.
أرزاق باطنة للقلوب كالمعارف والعلوم، ومنها نعمة الإسلام: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي} [المائدة: 3] ونعمة الإيمان: {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ} [الحجرات: 7] ونعمة النصر: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا} [الأحزاب: 9].
البركة من الله:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما قل وكفى خير مما كثر وألهى" [صحيح الجامع].
موقف يحتاج إلى تأمل
وحدث في أحد مساجد مصر أن رجلاً كان يأكل فجاءه قط، فألقى إليه طعاما فغاب
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 61