responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 326
الله - صلى الله عليه وسلم - كانت تجوس خلال الديار، فأسرت ثمامة، وهي لا تعرفه، وأتت به إلى المدينة، وشدته إلى سارية من سواري المسجد، منتظرة أن يقف النبي الكريم - صلى الله عليه وسلم - بنفسه على شأن الأسير، وأن يأمر فيه بأمره، ولما خرج النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المسجد، وهمَّ بالدخول فيه رأى ثمامة مربوطا في السارلة، فقال لأصحابه: "أتدرون من أخذتم؟ " فقالوا: لا يا رسول الله.
فقال: "هذا ثمامة بن أثال فأحسنوا إساره، ثم رجع الرسول إلى أهله وقال: "اجمعوا ما كان عندكم من طعام وابعثوا به إلى ثمامة بن أثال"، ثم أمر بناقته أن تحلب في الغدو والرواح، وأن يقدم إليه لبنها، وقد تم ذلك كله قبل أن يلقاه الرسول - صلى الله عليه وسلم - ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقبل على ثمامة يريد أن يستدرجه إلى الإسلام وقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي يا محمد خير، فإن تقتل تقتل ذا دم (أي رجلا أراق منكم دما) وإن تنعم (بالعفو) تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله يومين على حاله، يؤتى له بالطعام والشراب، ويحمل إليه لبن الناقة، ثم جاءه فقال:"ما عندك يا ثمامة؟ " قال: ليس عندي إلا ما قلت لك من قبل فإن تنعم تنعم على شاكر وإن تقتل تقتل ذا دم، وإن كنت تريد المال فسل تعط منه ما شئت، فتركه رسول الله حتى إذا كان اليوم التالي جاءه فقال: "ما عندك يا ثمامة؟ " فقال: عندي ما قلت لك، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أصحابه وقال: "أطلقوا ثمامة"، ففكوا وثاقه وأطلقه فأعلن إسلامه [1].
وظهر عفو الرسول - صلى الله عليه وسلم - عنه وفك أسره، فكان ذلك العفو سببا في إسلامه.

العفو عند المقدرة
يقول عدي بن حاتم الطائي: لقد بلغني وأنا في ديار الشام أن خيل محمد أغارت على ديارنا وأخذت أختي في جملة من أخذته من السبايا وسيقت إلى يثرب.
وهناك وضعت مع السبايا في حظيرة عند باب المسجد، فمر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - فقامت إليه وقالت: يا رسول الله، هلك الولد، وغاب الوافد، فامنن عليَّ منَّ الله عليك.
فقال:"ومن وافدك؟ " فقالت: عدي بن حاتم، فقال:"الفارُّ من الله ورسوله"، ثم مضى رسول الله وتركها، فلما كان الغد مر بها فقالت له مثل قولها بالأمس، فقال لها مثل قوله،

[1] صور من حياة الصحابة 59 - 61، وانظر: البخاري (4124) كتاب المغازي- باب وفد بني حنيفة.
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن    الجزء : 1  صفحة : 326
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست