اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 186
وتعب فيه تعبا عظيما، فجاء لا نظير له في العالم، وأكمله، إلا من بعض مسند أبي هريرة، فإنه مات قبل أن يكمله فإنه عوجل بكف بصره.
وقال إبراهيم النخعي: من سره أن يحفظ الحديث، فليحدث به، ولو أن يحدث به من لا يشتهيه، فإنه إن فعل ذلك كان كالكتاب في صدره.
وكان بعضهم يذاكر العلم مع نفسه فتراه يجلس وحده، ويرفع بالعلم صوته.
يقول جعفر بن المراغي: دخلت مقبرة بتستر، فسمعت صائحا يصيح: والأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة، والأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة .. ساعة طويلة، فكنت أطلب الصوت، إلى أن رأيت ابن زهير، وهو يدرس مع نفسه من حفظه حديث الأعمش.
وقال أبو زرعة: كان أحمد بن حنبل يحفظ ألف ألف حديث [1].
احرص على القراءة اليومية، وتعليم الناس ما تستفيده من قراءتك، فإن لم تستطع القراءة فلا تحرم نفسك من سماع شريط علم نافع.
حتى قبل الموت!
من الغريب أن فترة مرض الدكتور مصطفى السباعي على قساوتها وشدتها، كانت من أخصب أيام حياته، وأكثرها إنتاجا من الناحية العلمية.
يقول د. محمد أديب الصالح: كان السباعي -رحمه الله- حريصا -كما علمت منه قبل وفاته بيوم واحد- على كتابة مؤلفات ثلاثة هي: العلماء الأولياء، والعلماء المجاهدون، والعلماء الشهداء [2].
4 - علو الهمة في الدعوة:
عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - أول مسلم على ظهر الأرض جهر بالقرآن بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ فقد اجتمع يوما أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مكة، وكانوا قلة مستضعفين، فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجل يسمعهم إياه؟
فقال عبد الله بن مسعود: أنا أسمعهم إياه. [1] علو الهمة- محمد أحمد إسماعيل المقدم. [2] من أعلام الحركة الإسلامية 542.
اسم الکتاب : موسوعة الأخلاق والزهد والرقائق المؤلف : ياسر عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 186